ترامب لا يستبعد حرباً وجيزة مع إيران وخامنئي يتهمه بمحاولة "سلبها عناصر قوتها"

شدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أن حرب تخوضها بلاده مع إيران "لن تطول كثيراً". في المقابل، أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي أن بلاده لن تتراجع أمام العقوبات التي تفرضها واشنطن، معتبراً أنها تسعى إلى "سلب" طهران "عناصر قوتها" من خلال التفاوض.

يأتي ذلك بعدما أعلنت الولايات المتحدة الاثنين الماضي فرض عقوبات على خامنئي وثمانية من قادة "الحرس الثوري"، مشيرة إلى أنها ستدرج وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على لائحتها السوداء بعد أيام.

وفي تصعيد للصدام الإيراني – الأميركي، لن يُسرّ الأوروبيين أيضاً، أعلن الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز کمالوندي أن مخزون بلاده من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67 في المئة، سيتجاوز غداً الخميس معدل 300 كيلوغرام المنصوص عليه في الاتفاق النووي المُبرم عام 2015.

يأتي ذلك بعدما أعدّ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني مذكرة أفادت بأن بلاده ستطبّق "بحزم" المرحلة الثانية من خطتها لخفض التزاماتها في الاتفاق، بدءاً من 7 تموز (يوليو) المقبل.

وتطرّق ترامب إلى حرب محتملة مع إيران، معرباً عن أمله بـ "ألا يحصل ذلك". واستدرك: "إننا في وضع قوي جداً، في حال حدوث شيء، ولن تطول (الحرب) كثيراً. ولا أتحدث هنا عن إرسال جنود على الأرض".

في المقابل، اعتبر خامنئي أن "أكثر الحكومات شراً في العالم، أي أميركا التي تسبّب للشعوب حروباً ونزاعات وغارات طيلة التاريخ، بادرت إلى اتهام الشعب الإيراني ذائع الصيت وإهانته"، مؤكداً أن هذا الشعب "سيحقق بقوة وجدارة كل الأهداف التي رسمها".

وأضاف أن "ضغوط الأعداء الظالمين، مهما بلغت، لن تؤثر في الشعب الإيراني الطامح إلى العزّة والاستقلال والتقدّم". وتابع أن "الشعب الإيراني أظهر اقتداره ومجده وعزته، ليس في الفترة الأخيرة فحسب، بل خلال السنوات الأربعين الماضية"، مشدداً على أن "إيران لن تتراجع أمام الحظر الأميركي القاسي والإهانات".

ووصف خامنئي اقتراح واشنطن إجراء مفاوضات مع طهران بأنه "خداع"، معتبراً أن الأميركيين "يريدون من خلال التفاوض سلب إيران عناصر قوتها".

أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فأكد أن بلاده "لا تسعى إلى حرب مع أي دولة، بينها الولايات المتحدة". وأضاف في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أن توقيع طهران الاتفاق النووي "كان مشروطاً بوعود أوروبية لضمان المصالح الاقتصادية لإيران، والتي لم يتحقق أي شيء منها".

وتابع أن طهران "ستحدّ من التزاماتها" الواردة في الاتفاق "إذا لم تتمكّن من الاستفادة" منه، مشدداً على أنها "لن تدخل مفاوضات جديدة حول الاتفاق، أياً تكن الظروف".